يقول اللَّه تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) إن العطف والشفقة والحب غريزة بشرية زرعها اللَّه في قلوبنا ليس لنا فيها حول ولاقوة سوى الاستسلام الكامل لنزعاتها القلبية النقية وهوائها الفريد.

هل أنت كحالي ، واحد من الأطفال قد احتضن الحب في قلبك بكلتا ذراعيه. يتمرد على كل المنطق، ويستثنى من كل القواعد،_ نعم نحب الأطفال وياليت طبيعة البشر تكون أقدارهم جميلة كجمال هؤلاء الأطفال.

حتى عندما يكبر العمر يبقى الحب في عيون الطفولة لا يشيخ ويكون عكازه البراءة نقشها الجمال في لهوهم الجميل_ ، أنت معي إذن أن هناك شخص صغير داخل العائلة في حياتنا لا تنطبق عليه القوانين اليومية في الأسرة، لماذا، سؤال انزوى في إجابات الدلع ولف في ثوب الحب فلا تعرف سره النفوس، يعلم جميع من في العائلة أنه الوسيلة والحيلة إليك عندما تكون الطلبات ثقيلة في لواعج النفس أو يكون الرفض مخيماً بجناحيه على القرار.

بمعنى آخر هو الواسطة التي لا ترد ولا تصد، فتكون الموافقة سعادة على هيئة ابتسامة استخرجها منك بطريقته الخاصة ووجه بدى على محياه البشاشة عرف به الموافقة على ما يريده الأبناء.

إنهم ورودا جميلة نتنزه في حدائق حبهم داخل الأسر وأفناء البيوت حتى عندما يبلغ فيك الزعل والعبوس ذروته داخل النفس إلا أنه أمامهم يذوب غشاؤه ببرد الحب.

كأنهم خلقوا ليزيحوا العبوس من ملامحنا ويدخلون الفرحة بأناقة فنهم الانيق إلى نفوسنا ننصت لهم بشغف وهدوء وهم في ركن الحب معزولون في حجرة ينعمون فيها بالراحة والطمانينة وسكون تغمره الأمومة و الأبوة بورودها الجميلة يقطفون منه ورد الحنان كيفما يشاؤون ويرغبون بفنهم وحبهم وحتى شقائهم حتى صورهم وملامح وجوههم النظيفة حينا و المتسخة أحيانا ماهي إلآ خيال من ألوان الطيف يغذيك بنبع من الجنان وبقايا نرجسه وزنبقه وياسمينه، يزورك أحدهم متنكراً بسفاهة البراءة تارة وتارة اخرى يركل زجاج عالمك الصارم بالعطف.

ليتحطم فيفوح عطراً يشمه الجميع ويتناثر ابتسامات على سفوح الشفاه وبقاياه قطع من زجاجات غير جارحة بل تفيض حبا نزفه عذوبة صافية صفاء اللبن الذي يتغذى عليه، يعلمون أنه مهما بلغ منهم ما بلغ ستعذرهم وتعرف أنهم سيعتذرون لكن بإنطوائهم جانباً، ويا لله حتى عذرهم كبرياء، جميل محبب للنفوس، وتتلمس العذر لهم بدون عتاب، هي سكينة الروح في أطفالنا سكينة الحب تشع لنا بريقاً لتعيدنا من أسفارنا في هذه سراديب هذي الحياة.

ويبقى العطف هذا حارسا في أعماق الخوف عليهم من هذه الحياة فطرة فطرنا الله فينا لهم ، مع مرضهم نمرض وفي فرحهم لا تسعنا الدنيا نركض معهم ولو صعودا في عيون السماء.

وهكذا هم يركضون في حياتنا كما يشاؤون ويعحبنا هذا الركض حتى ولو عبثوا بنا ولخبطوا كل قوانيننا، هم الباقي لنا في زمن تكبلت فيه حياتنا وتأزمت أرواحنا، نجد في حنين أطفالنا أنفاسنا وأنفسنا ومستراحنا ، عسى أن لا تمنعه الاقدار ولا تنسيه الأسفار.

وصدق الشاعر :

وصن يارب ضحكة الطفل إنها إذا غردت في ضاميء الرمل أعشبا.

هذا كله لمحة للوحة جميلة عندي تسمى “ريتال” ابنتي العزيزة التي دائما تنثر ذرات الرماد في عيون العناد. اصلح اللَّه لنا ولكم الذرية الصالحه وجعلهم اللَّه زينة في الدنيا لا اعداء.

أبتسم أيها الأنيق
هكذا نعيش في الحياه